X
إلغاء

فتاوى منهاج النبوة
أرسل سؤالك

صحة مقولة (لا تهتمْ حتى لا يأتيك الهمُّ)

السؤال (897)

هل مقولة: (لا تَهْتَمْ حتَّى لا يأتيك الْهَمُّ) صحيحة شيخنا؟


وصي الله بن محمد عباس

الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس

على كلِّ حالٍ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- حزن، وكان يستغيث بربه -عزَّ وجلَّ- ويقولُ:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ» (1) .

والْهَمُّ والحزن لا يُقَدِّمُ ولا يُؤَخِّرُ، الْهَمُّ شَيءٌ والحَزَنُ شَيءٌ، الحزن قد يكون على مخافة، والْهَمُّ قد تهتمُّ بشيءٍ وتكون في شُغْلٍ عنه، فمقولة: (فلا تَهْتَمْ حتَّى لا يأتيك الْهَمُّ) لا، لابدَّ للإنسان أنْ يهتمَّ بالخير، «مَنْ هَمَّ بحسنة فلم يعمَلْها كُتِبَتْ له حسنة، ومَنْ هَمَّ بحسنة فَعَمِلَها، كُتِبَتْ له إلى سبعمائةِ ضِعْف، ومَن همَّ بسيئة فلم يَعْمَلْها لم تُكْتَبْ، وإن عَمِلَها كُتِبَتْ» (2).

لكنْ، لا يحزن لِمَا فات أبدًا، قال الله -عزَّ وجلَّ- : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَالسَّاجِدِين .وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين[الحجر/97-98].

كذلك: (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ[النحل/127].

فالحَزَنُ في الحقيقة لا يُقَدِّمُ ولا يُؤخِّرُ، بل يأكل الإنسان أكلًا، وإذا آذاه الحزن فليستعن بالله ويستعذ بالله، -وإن شاء الله- يصلي فيذهب همُّهُ:
«كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا حزبه أَمر فزع إِلَى الصَّلَاة» (3)

(1) أخرجه البخاريُّ برقم (2220)
(2) متَّفق عليه، أخرجه مسلم (130) واللفظ له، والبخاري (11/227)
(3) حَسَنٌ، أخرجه أبو داود برقم (1319)