X
إلغاء

فتاوى منهاج النبوة
أرسل سؤالك

قصَّة الشَّيخ/ وصي الله عبَّاس مع جماعة التَّبليغ .. ونصيحةٌ للشَّباب

السؤال (765)

ما قولكم شيخنا -بارك الله فيكم- في جماعات التَّبليغ والدَّعوة؟
– علمًا بأنَّهم نشيطون ويدعون النَّاس إلى الخروج معهم.


وصي الله بن محمد عباس

الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس

بدايةً؛ أنا قلتُ من قبل كلمةً سَلْ بها خبيرًا، فقد رأيتهم في صغري وكبري، لمَّا جئت للمدينة كان الوالد يمنعني أن آتي؛ لأنَّ عمري كان صغيرًا وقتها -سبعة عشر ونصف- ولم تنبتْ لحيتي بعدُ، فقال الوالد: لا تذهبْ! قلتُ: لِمَ؟ فقال: تريد أنْ تذهبَ، وليس معك أحدٌ تضلُّ، فقلتُ له: أنا ذاهبٌ مدينة الرَّسول، ما ذاهب (باريس!) ؛ ففرح وقال لي: فإذًا احفظْ القرآن، وعَمِّرْ وقتك لا تُضيِّعْهُ، واللهُ -عزَّ وجلَّ- كأنَّه معي طوال الوقت، فكنتُ أجلس في الصَّفِّ الأوَّل من مسجد النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قبل أن أتعرفَ على المشايخ، يعني عام كامل وزيادة أجلس في الصَّفِّ الأوَّل، أحفظ القرآن وغيره.

فيأتي كبير جماعة التَّبليغ في ذلك الوقت، ويسألُ: من أين جئتم؟ ولأنه يرى شيئًا جديدًا، شابًا صغيرًا وجميلاً، واللحية ما نبتت بعدُ.. فيسألُ: من أين جئتم؟ قلت: جئتُ من الهند، قال: تخرجون معنا؟ فأنا فهمتُ لمَّا قال: (تخرجون!) ، من أوَّله لآخره، فهمتُ المقصود مباشرةً، فقلتُ: أنا جئتُ من الهند إلى المدينة، قال: لا ما هذا! قلتُ: أنا أتيتُ لأدرسَ، ولابدَّ أن أحفظَ كتب كذا وكذا، قال: هذا العلم لا يفيدكم! (بهذه الصَّراحة مباشرةً) وكان هذا في الصَّفِّ الأوَّل في مسجد النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-

قال لي: اخرجوا معنا، قلتُ: طيب؛ ما معنى الخروج أولاً؟ قال: في الخروج معنا يمكنكم أن تدرسوا وتتعلَّموا.. وهناك كذا وكذا، فأنا أعرف -والحمد لله- ولأني تربَّيتُ على مشايخ أهل الحديث، وقد قال شيخنا جلال الدين -وأنا عمري يمكن أربعة عشر عامًا، وهذا احفظوه عني جيدًا، وأرجو أنْ يسمعَ إخواننا من جماعة التبليغ والدعوة هذا الكلام عسى الله أن ينفع به-

قال شيخنا جلال الدين -حفظه الله، وقد بلغ من العمر فوق التسعين- :
(جماعتان لا تجتمعان مع أهل العلم، فإمَّا العلم وإمَّا الجماعة) فما هما؟

1- جماعة التَّبليغ 2- جماعة الشَّيخ المودودي.

لأنَّ الشباب ومنهم الأطباء والمهندسون، يمشون وراء المودودي، وما يعرفون إلا أن يُطَالعوا كتبه، ولا يعرفون حديثًا، ولا يعرفون التَّفسير، ولا يعرفون إلا تفسيره هو نفسه وفقط، وجماعة التبليغ ما يعرفون إلا منهج التَّبليغ!

كنتُ في فرنسا فكان هنالك واحدٌ مسلمٌ جديدٌ، ومضى عليه أسبوع أو أسبوعان، يقرأون فضائل القرآن من الكتاب خاصَّتهم، فهو نطق -والعهدة على الَّذي جاء به وترجم كلامه- وقال: نحن نسمع فضائل القرآن منذ أسبوعين، فمتى يأتي دور القرآن حتى نقرأه! فغضب الشَّيخ الذي يقرأ لهم، وقال: هذا فيه ما لا تجد في القرآن نفسه! وهذا من جهلهم في الحقيقة.

فأنا عندي مواقفٌ كثيرةٌ في مثل هذه,، ولذلك أقول: هؤلاء ليسوا علماءً، وهم شيخهم = الشَّيخ (إلياس) أسَّسَ جماعته على إحياء طريقة الشَّيخ (أشرف علي التهانوي) وهو أحد علماء (ديوبند) الكبار الَّذي له أشياء كثيرة ضدَّ السُّنَّة، وكان يتكلَّم على (الوهَّابيَّة!) و أشياء كثيرة..

وهم في الحقيقة لا يرتاحون لمن سمعوا أنَّه من أهل الحديث أو أنَّه سلفيٌ، لكن يريدون أن يَلْبِسُوه لباسهم، فيحاولون فيه من أجل خداع أتباعهم، فانا قلتُ له -لمَّا عرض عليَّ الإنضمام لهم والخروج معهم- : أنا أمشي معك بشرطٍ واحدٍ، وهو أني إذا ما رأيتُ شيئًا؛ لابدَّ أن تعطيني كلامًا ودليلاً واضحًا! فأنا طالبٌ تخرَّجت من هناك، وجئتُ -والحمد لله- درستُ البخاريَّ ومسلم، فقال لي: لا، ما يُسْمَعُ للكلام إلَّا لمن يكون هو من قِبَلِ الجماعة وفقط، فهؤلاء إذا ذهبتَ معهم؛ فاقتلْ ضميرك..