X
إلغاء

فتاوى منهاج النبوة
أرسل سؤالك

قضاء صلاة النافلة لمن تركها عمدًا أو لحاجة

السؤال (103)

هل يقضي المسلم ما تركه من صلاة القيام رغم أنَّها تزيد عن إحدى عشر ركعة؟
– وهل يختلف من تركه عمدًا أو لحاجة؟


وصي الله بن محمد عباس

الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس

أولًا: قيام الليل -إن شاء الله- لا شكَّ فيه أنَّها نافلة، لكن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب من الأعمال أدومه ، كذلك كان النبي يقضي النافلة، كيف ذلك؟ الرَّواتب من النوافل، فالنبي انشغل لمَّا جاء قبيلة مُضر ورأى حالتهم من حيث الفقر سيئة جدًا! فتحمَّر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلمَّا سلَّم من فريضة الظهر قام -صلى الله عليه وسلم- وقرأ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء/1].

ثم حثَّ الناس على الصدقة فجاء بعضهم بالثِّياب، وبعضهم كومًا من التمر وكذا وكذا! فتهلَّل وجه رسول الله.. ففرح -عليه السلام- ثمَّ لمَّا دخل بعد العصر في بيت حفصة فبدأ بالصلاة كان أول مرة بدأ بالصلاة بعد العصر في بيت حفصة فأرسلت جاريته وقالت: اسألي إذا فرغ النبي من الصلاة، اسأليه: يا رسول الله إنك تنهانا عن الصلاة بعد العصر وتصلي، قال: «الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَهُمَا هَاتَانِ»(1).

فوجدنا من هنا أنَّ النوافل عامَّةً إذا كان الإنسان مرتبًا لها نفسه، ينبغي أنْ يكون أحب الأعمال أدومها إلى الله؛ فيقضيها -إن شاء الله-

([1])متفق عليه, أخرجه البخاري برقم: 1233, واللفظ له, ومسلم برقم: 834.