نقل الأخبار الكاذبة والوقيعة بين الشيوخ وطلاب العلم
السؤال (852)
ما نصيحتكم لمن ينقل الأخبار الكاذبة ويقوم بالنَّميمة بين المشايخ وطلاب العلم؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
من الغريب أنَّ الشَّخص قد يكون يصلي في أوَّل صفٍ، وقد يتورَّع من قرشٍ واحدٍ من الرِّبا والحرام، لكنَّه لا يقدر أنْ يصبرَ على أكل لحوم النَّاس، هذه غريبة يا أخي: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا الله) [الحجرات/12].
تشبيهٌ عجيبٌ جدًا؛ لو كان أمامَكَ، ما تقدر أنْ تذكرَ عَيْبَهُ، أنت جبانٌ! لكنَّهُ غائبٌ، فكأنَّما في حياة الإنسان ما قدرتَ أنْ تأكلَ لَحْمَهُ، وبعدما يموت، تُقَطِّعُ لَحْمَهُ وتأكلُ منه، في حياته لو أردتَ به الشَّرَّ، كان يقابلك لكنَّك جبانٌ، فتأكلَ بعد موته لَحْمَهُ، كذلك جبانٌ أنت إذا ما رأيتَ فيه عَيْبًا، فاختلي به بحُسْنِ النَّصيحة وقُلْ له: يا أخي رأيتُ فيك كذا، هذا سمعته فيك فهل هذا صحيحٌ؟ فيفهم أنَّ هذا خطأ وينبغي تَرْكُهُ، هذه هي النَّصيحة، النَّصيحة لا الفضيحة!
لكن أنت لا تقدر أنْ تجابِهَهُ فأنت جبانٌ، ولكنْ وراء ظهره مثل الميت لا يقدر أنْ يؤذيَك فتغتابه.