X
إلغاء

فتاوى منهاج النبوة
أرسل سؤالك

التَّبوُّل في قارورةٍ إذا كان المرءُ متستِّرًا

السؤال (251)

هل يَصْلُحُ التَّبوُّل في قارورةٍ إذا كان المرءُ متستِّرًا؟


وصي الله بن محمد عباس

الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس

الشيخ: تريد أنْ تعملَ بالسُّنَّة ولا عند الحاجة؟
السائل: بالسُّنَّة -إنْ شاء الله-

الشيخ: لثبوت بَوْلِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الإناء، هو جاء في سنن النَّسائي، لكن فيه امرأة مجهولة وهي أُمَيْمَةُ بنتُ رُقَيْقَة، كان للنَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عيدانٌ من خشبٍ، كان يبول فيها؛ فلمَّا أصبح قال لأمِّ أيمن أهرقيه فذهبت وشربته، هذه الرِّواية ليست صحيحةً كما نقول! لكنْ الرِّواية جاءت عن عائشة -رضي الله عنها- أنه كان عنده إناءٌ يبول فيها في الليل، فعلى كلِّ حالٍ أنا إذا أمنتُ بحبِّ النَّبيِّ، وأنَّ النَّبيَّ قد فعل هذا؛ تُثَابُ -إنْ شاء الله- وقد تكون مضطرًا -بارك الله فيك-

لَكِنْ غريبٌ؛ أنا عندي حوش صغيرٌ، ووَجَدَ الأولاد قوارير مليئةً من الْبَوْلِ، تأتي كلَّ يوم هناك، وشكونا أصحاب الجيران، قالوا: والله ما نعرف! قلنا: الجنُّ جاء به ولا إيش! بالفعل هذا واردٌ ما أدري الإنسان إذا كان يبول فيأخذه، ففي الليل في بعض الأحيان النَّاس ما يقدر يقوم بعضهم، فهذا مريضٌ وكذا ، فلا مانع من ذلك، يُسْتَعْمَل هذا؛ ثمَّ يصبُّهُ أهلُهُ، أو هو بنفسه إذا قام من الحمَّام؛ فلا بأس -إن شاء الله- فيها بشرط ألا يبقىَ من تطهيره شيئًا، لابدَّ أنْ يُنَشِّفَ ولابدَّ أنْ يغسل موضع الْبَوْلِ بمِنْدِيلٍ أو أيِّ شيءٍ.

أمَّا في الاعتكاف؛ لا يجوز لك في المسجد أن تتبوَّل -بارك الله فيك- وأنتم عاكفون في المساجد، اخرجْ وأنت متسترٌ في مكانٍ ما خارجًا، واترك الْبَوْلَ هنالك، هذا إذا كان هناك مزابل وكذا لا بأس، لكن في المسجد يبول في آنية من الأواني هذا لا يجوز!

أحيانًا نرى المصحف الشَّريف يوضع أمام الأرجل، وأحيانًا يوضع أمام الأحذية، نعم! لو تفضلتم بنصيحة الإخوان لكي يُعَظَّمَ المصحف، ولا يُوضَعُ ولا يُتَعَامَلُ أي معاملة فيها شبهة إهانة المصحف، أمَّا إذا كان وضعه على الأرض المفروشة على الزُّريبية، وواحد جاء وبدأ ينهر! كان مسكينٌ يقرأ فلمَّا بلغ آية السَّجدةٍ، وضعه تحت صدره على الزُّريبية وسجد، جاء واحدٌ نَهَرَهُ قال: كيف تضعه هنا وكذا! لا -إن شاء الله- هذا لا يكون فيه سوءُ الأدب.

لكن سوء الأدب يضعه مع النَّعل أو جنب النعل، أو عند قَدَمِهِ، فلابدَّ أنْ نُكْرِمَ -أكرمك الله- المصحف وما يتعلَّق بالله -عزَّ وجلَّ- كُلِّهِ.