X
إلغاء

فتاوى منهاج النبوة
أرسل سؤالك

يا طالب العلم: (لا تكُ مثل دُودَةِ الْقَزِّ!)

السؤال (56)

زوجتي تَدْرُسُ أو تُدَرِّسُ القرآن مع بعض الأخوات وطلبت منهنَّ المُدْرِّسَةُ أنْ يأتينَ بتفسير الآيات التي يدرسنها لكن من دون أن يقرأنَ من الكتاب المقرَّر، بل عليهنَّ أنْ يقرأنَ مِنْ مصادر خارجية مثل: (تفسير السَّعدي) مثلاً، فهل يجوز؟


وصي الله بن محمد عباس

الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس

كأنَّك تقول: ما دَرَسَتْ، أو ما دَرَّسَتْ الَمْدَرَسَةُ تفسير الآيات التي تطلبها المدرسة أن يفسروها، يعني عليهنَّ أنْ يذهبنَ ويقرأنَ كتب التَّفسير مثل تفسير السعدي أو غيره في المنزل، ثمَّ في اجتماعهنَّ كلَّ واحدة تذكر فوائد، هذا واجبٌ وينبغي أن يكون وينبغي على الطَّلبة أن يُمَرَّنُوا.. أنْ يُدَرَّبُوا على هذا الأمر.

ففي بعض الأحيان (صحيح البخاريِّ) مقرَّرٌ  لكن ما وصلنا إلا إلى ربع أو النِّصف، والباقي نجعله في اختبار النِّصف أو في اختبار الدَّور، ونعطيهم فرصةً، اقرؤوا وانظروا المراجع وغيرها ونختبركم فيها، فهذا من المفيد في الحقيقة حتى يكون الطالب -إن شاء الله- عنده ذَوْقٌ للمطالعة يا أخي، هناك يكون الكتاب الأصلي وهناك يكون المراجع والمصادر.

فلا ينبغي أن يكون الطالب (دُودَةَ الْقَزِّ!) للكتاب فقط، يعني يكون بس يحفظ الكتاب، خَلُّوه يتوسَّع فهذا جَيْدٌ مثل تفسير السعدي أو غيره في المنزل، ثمَّ في اجتماعهنَّ كلَّ واحدة تذكر الفوائد التي قرأتها بطريقتها.

السائل: يعني هذا جائزٌ؟
الشيخ: بل قد يكون واجبًا في باب الدِّراسة.

السائل: أم يجب عليهنَّ الالتزام بالكتب بدون إضافة؟
الشيخ: لا يا أخي! أنت بنفسك استفدتَ ما تأتي أو هي ما تأتي من عند نفسها، إنَّما تأخذ قال الشَّيخ صادق فيه فائدةُ كذا، قال فيه فلان.. قال القرطبي.. افتح القرطبيَّ في آية واحدة عشرين فائدة -مثلاً- نعم.

فإن شاء الله هذا ينبغي أن يكون وتعرفون أنَّ من طرق التدريس الناجحة جدًا عن طريق السؤال والجواب، يكلَّف الطالب غدًا تأتي وتفسر لنا هذا الدرس كله، هذا درسناه عليه ، كان الشيخ محمد أمين المصري في الماجستير يومين ثلاثة خرج لنا الأحاديث وبعد ذلك يأتي بمجموعة من الأحاديث غدًا على فلان وعلى فلان يعني ساعتين موزعة على اثنين تأتون بالتخريج وتدرسون ، ويجلس مكان الطالب ويجلسه مكانه .

فهذه من الفوائد النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ» (متفق عليه).

فينبغي أن يكلف الطالب ثم يُسأل من هذا المكلف فيه هذا مما ينمي معلومات الطلاب وينمي فكرة البحث .

هذا من أفضل طرق التدريس التي نجربها دائمًا الطلبة ومفيدة لهم وممتعة لهم أيضًا، أما أنا أقول يا جماعة في أول الفصل أقول يا جماعة أنا ما أحب أن أدرس بس إلقاء أرمي إليكم وأنتم كما أمر على البقيع أو على المقبرة وأقول: السلام عليكم يا أهل القبور إن شاء الله بكم لاحقون ولا أحد يردُّ!

لا يكون درسي إلا سؤال وجواب ، اقرأ أنت هذا المقطع واشرح لي ، هذا إذا كان شعر بهذا يأتي قبل ما يأتي في الفصل وقد مر عليَّ ، وكان مشايخنا في الحقيقة وأنا في الهند صغير وكان يسأل هكذا ، هل ذاكرت قبل أن تأتي ؟ يقول : غدًا من هنا إلى هنا ذاكر وتعالى ، هل ذاكرت ؟ إذا ما ذاكرت يخرجك من الفصل .

نعم ذاكرت ، طيب اشرح لي وفصل لي وكذا وكذا ، فيكون فيه ،  ، كان يقول : هذا  أول شيء أنت ذاكرت بنفسك ثم جئت في الفصل فإذا ناقش شيء فالأستاذ زاده ، ثم لا تنم حتى تراجع كل الدروس التي أخذتها وكل المحاضرات فيكون في اليوم الواحد ثلاث مرات مررت على هذا الموضع .

ما يأتي أيام الاختبار إلا مذاكرة قليلة وأنت إن شاء الله ناجح ، أما الطلاب الآن والله يُبكى وينبغي أن يكون هناك نظر قوي جدًا من وزارة التعليم العالي والنازل كله الطلاب الآن الله المستعان يعني على وشك التخريج ويمضي الفصل والكتاب ما معه أبدًا ويأتي ويرمي جسده على الكرسي أو جسدًا على الكرسي بس.