الطَّعن في ولاة الأمور وإظهار عيوبهم للناس
السؤال (269)
ما نصيحتكم -بارك الله فيكم- لِمَنْ يطعن في وليِّ الأمر ويُعَيِّرُهُ؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
إيش معنى يُعَيِّرُهُ؟ أين وجد وليَ الأمر حتَّى يُعَيِّرَهُ!، يُعِيبُهُ قل هكذا، في الحقيقة لا يطعن في وليِّ الأمر إلَّا مَنْ في قلبه مرضٌ، إنْ كان وليُ الأمر صالحًا، أمَّا ولو كان فاسقًا؛ لا يجوز طعنه أمام الناس أبدًا، لكنْ إذا كان لك عُرْضَةٌ عليه واعتراضٌ على شيءٍ؛ فاختلي به كما كان الصَّحابة -رضوان الله عليهم- يفعلون، اختلي به بينك وبينه، وقُلْ: أنَّ الدُّنيا وراءك ماذا تقول كذا، أنصحك أنْ تنظر في الأحوال وكذا..
أمَّا أنْ يقوم قائمٌ في الجريدة! وأنَّ فلانًا يفعل كذا وكذا! يا جماعة هذا يُوغِر صدور النَّاس، هذا ليس من الشَّرع، وهذا الذي أفسد الشَّباب، أفسد بعض الجماعات، والجماعات ليست عندهم إلا فكرة الثَّورة على الدَّولة القائمة، والله هذه هي المشكلة، ولذلك هم ما يتَّعظون ماذا أحدثت هذه الأفكار في بلاد الإسلام من الفساد، إراقة الدماء.. وإذهاب الأعراض.. لكنَّهم ما يتَّعظون، والله المستعان.
حتَّى لو كان كافرًا؛ لا يجوز لك أن تتكلَّم عليه ما دمتَ أنت تحت ولايته، لا يُعْرِضَك في دينك وإيمانك وصلاتك وتربية أولادك، فلا يجوز لك أن تتكلَّم عليه، نعم إذا كُنْتَ تريد أنْ تدعو إلى الدِّين الخالص؛ فتذهبَ وتدعوه وهذا واردٌ في هذا الزَّمان، فقد كان النَّاس يذهبون، كان الشَّيخ/ “عبد الصمد شرف الدين” أحد علماء الهند وهو خال الدُّكتور “عبد الله عمر النصيف” كان قد كتب إلى جميع الرُّؤساء تلك الأيام، كتب يدعوهم إلى الله -تعالى- ، سبحان الله، وبحكمةٍ عجيبة جدًا وطُبِعَ هذا الكتاب.