X
إلغاء

فتاوى منهاج النبوة
أرسل سؤالك

الرد على شبهة خروج ابن الزبير والحسين

السؤال (1023)

استدلَّ بعض مَنْ ينتسب إلى العلم بجواز الخروج على الحكَّام:
– إذا حَصُلَ منهم فِسْقٌ، أو بدَّلوا واستعملوا القوانين الوضعيَّة..

بحُجَّة أنَّ هنالك قولاً للسَّلف الصَّالح، واستدلُّوا بما حدث من:
– الزُّبير، والْحُسَيْن -رضي الله عنهما- ، وما حَصُلَ في فتنة ابن الأشعث.

فما ردُّكم على هذه الشُّبهة المُثَارة شيخنا -بارك الله فيكم-؟


وصي الله بن محمد عباس

الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس

هل تعرف أنَّ الصَّحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- كانوا يَنْهَوْنَ كُلَّ مَنْ كان يخرج، حتَّى عبد الله بن الزُّبير -رضي الله عنه- كان عُمَرُ -رضي الله عنه- لمَّا صُلِبَ في زمن الحجَّاج، فمَرَّ على عبدِ اللهِ بن الزُّبير فكان يقولُ: لقد كُنْتُ أنْهَاكَ عن هذا يا أبا خُبَيْب! وهذا موجودٌ في صحيح مُسْلِمٍ وغيره.

فالخروج لا يأتي بخيرٍ في الحقيقة إلَّا إذا كانت هناك قوةٌ، لكنْ الآن في هذا الزَّمان الَّذين يُثِيرُون الشَّباب للخروجـ فوالله فيه جُرْمٌ كبيرٌ جدًا؛ لأنَّ التَّجربةَ قد دلَّت على أنَّهُ لم يُفِدْ شيئًا، بل ضرَّ الأمَّة أكثر مِمَّا رَجوا رجاءً يفيد، لَمْ يُفِدْ شيئًا؛ فالبلاد هذه الآن تُعتبرُ شاهد عَدْلٍ في هذا الباب، الآن ليبيا منهوبةٌ،
يقول أحدهم: والله عندنا الآن النَّاس، أيُّ واحد يقتل أحدًا.. لا حكومة في جوارنا؛ فهل أنا أقتل إذا عَرَفْتُ باليقين أنَّ فلانًا يقتل النَّاس ويعمل حَرَابةً؟

قلنا: لا؛ هذا أيضًا فيه فسادٌ عظيمٌ، إذا كان كلُّ واحدٍ يقتل واحدًا، رُبَّمَا لعداوةٍ سابقةٍ من قبل مثلاً، لكنْ بالفعل إذا كان هو يعمل حَرَابةً، فيجتمع عليه النَّاسُ ويقتلوه.. بل ألف مرة، ليبيا وصلت إلى هذا الحد -والله المستعان- ، على كلِّ حالٍ؛ الأمر واضح جدًا -والله حسبنا ونعم الوكيل-