X
إلغاء

فتاوى منهاج النبوة
أرسل سؤالك

حكم تأسيس الأحزاب في بلاد الإسلام وبلاد الكفر

السؤال (1003)

ما قولكم في الأحزاب والجماعات المنتشرة على السَّاحة؟


وصي الله بن محمد عباس

الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس

تعلمتُ على مشايخ -الحمد لله- هم أعلم بأحوال الدين، أعلم بالدِّين الخالص، وبأحوال العالم، كلُّهم أنكروا هذه الأحزاب والجماعات الَّتي تكون لها أهدافٌ دينية مثلاً، وأهدافٌ سياسيَّة قد يضحُّون بنصوص الشَّريعة لأجلها!

نعم؛ قد تكون جمعيات متفرِّعة من أصلٍ واحدٍ، وهو العمل بالكتاب والسُّنَّة، ويتعاونون فيما بينهم في أيِّ بلدٍ من بلاد الكفر هذه، أو بلاد الإسلام الَّتي لا تحكمها الإسلام وأصوله وتعاليمه، أو تغيب فيها العقيدة الإسلامية.

أمَّا إذا كان في مثل هذه البلاد -أدام الله الخير فيها- فلا شكَّ أنَّه لا يجوز أنْ تكون جماعات وأحزاب في الحقيقة؛ لأنَّ الأحزاب والجماعات لا تتربَّى ولا تنشأ إلا حينَ يغيب الإسلام الخالص..

إذا كان الدين الخالص لا يسمح للجماعات أن يكونوا أحزابًا سياسيةً سريَّةً، ولا يجوز أنْ تكون جماعةٌ إلَّا أنْ يكونوا كلُّهم على الكتاب والسُّنَّة، ولا بأس أن تجعلوا مكاتب ومدارس مختلفة تعمل عملها في العالم كلِّه بدون أي اسمٍ للجماعة وغيرها؛ هذه بدعةٌ لا شكَّ فيها، لكنْ ما دام قد وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة! يجب على الَّذين قد أنعم الله عليهم بفهم الدين الخالص أن يدخلوا بين هؤلاء ويفهموهم ويتقاربوا بينهم ويتعاونون فيما يمكن التَّعاون في ضَوْءِ الشَّريعة، ولكن لا يَعْذُرُ بعضنا بعضًا كما يقولون! لابدَّ أن نبيِّنَ أخطاء النَّاس الَّتي تخالف الكتاب والسُّنَّة.