أحدث الفتاوى
السؤال:
كيف نوفِّق بين الآيتين:
(وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ)
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ)
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
فكأنَّك تقول: أنَّه ما دام لا تأكل مِمَّا لم يذكر اسم الله عليه؛ فأولًا: عليه أنَّهُ إذا كان ناسيًا؛ فربَّنا لا تؤاخذنا إنْ نسينا أو أخطأنا، فهذا لا يؤاخذ عليه، لكنْ المسلم إذا تعمَّد عند الذَّبح تركَ التَّسمية؛ فلا تؤكل ذبيحته ولا طعامه هذا.
أمَّا أهل الكتاب؛ فطعامهم حِلٌ لكم، لأنَّهم ولو كانوا -كما جاء في الحديث في تفسير العلماء- ولو كانوا يُسَمُّون اسم المسيح أو غيره؛ هذا مِمَّا أجَازَهُ خاصةً لهم؛ لتأليف قلوبهم، أو بهذا المعنى، فإذا تورَّع أحَدٌ، والنَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَفْسُهُ دَعَتْهُ اليهوديَّة،ودَعَاهُ اليهوديُّ، وأكل طعامَهَمْ؛ فلا يتورَّع.
السؤال:
هل هنالك فرقٌ بين: (الفراسة، والقافة)؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
أولاً: قلْ (قيافة) ، ولا تقلْ (قافة) فهي جمع (قائف) ، والقيافة “مصدرٌ” الفراسة شيءٌ، والقيافة شيءٌ آخرٌ، القيافة: هي استدلالٌ بعلاماتٍ في العين والشَّعر والوجه وكذلك حتَّى في الرجل والخطوط وغيرها، وسبحان الله إلى الآن موجودين هؤلاء (القافة) ، وقد كنتُ مع أحدهم، وقد تطلبُه الحكومة لينظرَ في آثار الجريمة وكذا.
كنَّا ذهبنا مرَّة ورأينا أمامنا سيارةً أو أثر سيارة، فقال: هذا أثر سيارة فلان، فسبحان الله! كيف عرف ذلك! فعندهم (القيافة) تكون بآثارٍ واضحة جدًا، (والفراسة) هي نفسها عليها علامات أيضًا، لكن الفراسة تختلف عن القيافة، لأنَّ الأخير تكون بمشابهة الشَّيء وهكذا إلى آخره.
السؤال:
قول الله -عزَّ وجلَّ- : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) [الحجر/75].
– هل فيه دليلٌ على الفراسة؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
نعم؛ هذا ذكروه من جملة أدلَّة التَّوسُّم، لكن لا يلزم التَّوسُّم فقط، هذا في الحقيقة إذا طالعتَ كتاب: (الطُّرق الحكميَّة) لابن القيم -رحمه الله- ، استدلَّ بهذه القرائن الَّتي يجبُ على القاضي أن تكونَ في نظره لإثبات الجريمة وغيرها، فاستدلُّوا بها على القرائن الَّتي منها يُسْتَدَلُّ على الشَّيء، هذا والله أعلم.
السؤال:
على أيِّ شيءٍ تدلُّ الحروف الَّتي تبدأ بها كثيرٌ من السُّور؟
– وما الأفضل: حفظ القرآن أم التلاوة؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
كأنَّك تشير إلى الاصطلاح اللي سَمَّوه (الحروف المقطَّعة)، وهذه تعني كما فسَّرها العلماء: أنَّه تحدي للعرب الَّذين كانوا يقولون: نحن أفصح النَّاس لسانًا، لكنَّه على كلِّ حالٍ نحن آخر شيء نقوله: (الله أعلم بمراده) ، لم يخبرنا ربُّنا بهذا لحكمة من الحكم الغيبيَّة.
وأمَّا سؤالك: ما الأفضل حفظ القرآن أم التلاوة؟
فأقول: حفظ القرآن والتلاوة كلاهما أفضل، فتحفظ جزء في الصَّباح، وتتلو زيادة، حتَّى تمرَّ على القرآن كلِّه؛ لأنَّ القرآن هدايةٌ بالتَّأمل والتَّدبُّر، ويجب أنْ يقرأ المسلم كُلَّ القرآن، لذلك القراءة بالتَّدبُّر أفضل من كثرة الختمات، ولو لَمْ تختمْ إلا جزء أو جزئين، لكن بالتَّأني.
السؤال:
ما تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) [الرحمن/39] ؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
مَنْ أُحِيلَ إلى مليءٍ فليحتل كتاب لشيخنا محمد الأمين الشنقيطي، قد مررنا عليه أيضًا، ما هو اسمه؟ “دفع إيهام الاضطراب في آيات الكتاب” يذكر أنَّ هناك:
(وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) [الصافات/24].
يقول: أوقفوهم.. خَلُّوهم.. لا يروحوا يُسألون، قال الله تعالى:
(فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) [الرحمن/39].
هذه مواقف قد يكون موقف الحساب والكتاب وبعد ذلك لا يُسأل لماذا؟
(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ ) [الزمر/71].
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) [الزمر/73]