أحدث الفتاوى
السؤال:
الَّذي يترك بلده كليبيا والمغرب والجزائر وغيرها..
– وبغادر إلى بلاد الكفر من أجل رغد العيش.. هل يجوز له ذلك؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
لا يجوز؛ الَّذي يعرف الدِّين والإيمان لا يجوز له ذلك، وهذا رأيناه في بلادهم، ومن ذلك أنَّك إذا ضربت ولدك الصَّغير لأمرٍ تربويٍ مثلاً، إذا ضربته يتَّصلُّ بالشُّرطة! وتأتي الشُّرطة ويأخذون عليه التُّعهُّد بعدم المساس به!
السؤال:
استدلَّ بعض مَنْ ينتسب إلى العلم بجواز الخروج على الحكَّام:
– إذا حَصُلَ منهم فِسْقٌ، أو بدَّلوا واستعملوا القوانين الوضعيَّة..
بحُجَّة أنَّ هنالك قولاً للسَّلف الصَّالح، واستدلُّوا بما حدث من:
– الزُّبير، والْحُسَيْن -رضي الله عنهما- ، وما حَصُلَ في فتنة ابن الأشعث.
فما ردُّكم على هذه الشُّبهة المُثَارة شيخنا -بارك الله فيكم-؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
هل تعرف أنَّ الصَّحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- كانوا يَنْهَوْنَ كُلَّ مَنْ كان يخرج، حتَّى عبد الله بن الزُّبير -رضي الله عنه- كان عُمَرُ -رضي الله عنه- لمَّا صُلِبَ في زمن الحجَّاج، فمَرَّ على عبدِ اللهِ بن الزُّبير فكان يقولُ: لقد كُنْتُ أنْهَاكَ عن هذا يا أبا خُبَيْب! وهذا موجودٌ في صحيح مُسْلِمٍ وغيره.
فالخروج لا يأتي بخيرٍ في الحقيقة إلَّا إذا كانت هناك قوةٌ، لكنْ الآن في هذا الزَّمان الَّذين يُثِيرُون الشَّباب للخروجـ فوالله فيه جُرْمٌ كبيرٌ جدًا؛ لأنَّ التَّجربةَ قد دلَّت على أنَّهُ لم يُفِدْ شيئًا، بل ضرَّ الأمَّة أكثر مِمَّا رَجوا رجاءً يفيد، لَمْ يُفِدْ شيئًا؛ فالبلاد هذه الآن تُعتبرُ شاهد عَدْلٍ في هذا الباب، الآن ليبيا منهوبةٌ،
يقول أحدهم: والله عندنا الآن النَّاس، أيُّ واحد يقتل أحدًا.. لا حكومة في جوارنا؛ فهل أنا أقتل إذا عَرَفْتُ باليقين أنَّ فلانًا يقتل النَّاس ويعمل حَرَابةً؟
قلنا: لا؛ هذا أيضًا فيه فسادٌ عظيمٌ، إذا كان كلُّ واحدٍ يقتل واحدًا، رُبَّمَا لعداوةٍ سابقةٍ من قبل مثلاً، لكنْ بالفعل إذا كان هو يعمل حَرَابةً، فيجتمع عليه النَّاسُ ويقتلوه.. بل ألف مرة، ليبيا وصلت إلى هذا الحد -والله المستعان- ، على كلِّ حالٍ؛ الأمر واضح جدًا -والله حسبنا ونعم الوكيل-
السؤال:
ما قولكم في الأحزاب والجماعات المنتشرة على السَّاحة؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
تعلمتُ على مشايخ -الحمد لله- هم أعلم بأحوال الدين، أعلم بالدِّين الخالص، وبأحوال العالم، كلُّهم أنكروا هذه الأحزاب والجماعات الَّتي تكون لها أهدافٌ دينية مثلاً، وأهدافٌ سياسيَّة قد يضحُّون بنصوص الشَّريعة لأجلها!
نعم؛ قد تكون جمعيات متفرِّعة من أصلٍ واحدٍ، وهو العمل بالكتاب والسُّنَّة، ويتعاونون فيما بينهم في أيِّ بلدٍ من بلاد الكفر هذه، أو بلاد الإسلام الَّتي لا تحكمها الإسلام وأصوله وتعاليمه، أو تغيب فيها العقيدة الإسلامية.
أمَّا إذا كان في مثل هذه البلاد -أدام الله الخير فيها- فلا شكَّ أنَّه لا يجوز أنْ تكون جماعات وأحزاب في الحقيقة؛ لأنَّ الأحزاب والجماعات لا تتربَّى ولا تنشأ إلا حينَ يغيب الإسلام الخالص..
إذا كان الدين الخالص لا يسمح للجماعات أن يكونوا أحزابًا سياسيةً سريَّةً، ولا يجوز أنْ تكون جماعةٌ إلَّا أنْ يكونوا كلُّهم على الكتاب والسُّنَّة، ولا بأس أن تجعلوا مكاتب ومدارس مختلفة تعمل عملها في العالم كلِّه بدون أي اسمٍ للجماعة وغيرها؛ هذه بدعةٌ لا شكَّ فيها، لكنْ ما دام قد وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة! يجب على الَّذين قد أنعم الله عليهم بفهم الدين الخالص أن يدخلوا بين هؤلاء ويفهموهم ويتقاربوا بينهم ويتعاونون فيما يمكن التَّعاون في ضَوْءِ الشَّريعة، ولكن لا يَعْذُرُ بعضنا بعضًا كما يقولون! لابدَّ أن نبيِّنَ أخطاء النَّاس الَّتي تخالف الكتاب والسُّنَّة.
السؤال:
أخٌ ضاقت به السُّبل في بلده وله أولاد ولا يملك مسكنًا ولا يجد عملاً، وجاءه عقدٌ للعمل في أمريكا، فهل يجوز له الذَّهاب من أجل أنْ يحققَ الواجب عليه من السَّكن والنَّفقة لمدَّة زمنيَّة؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
والله الَّذي يذهب هنالك، الظَّاهر يطيب له المقام، لكنْ يَرِقُّ له دينه ويفسد عليه أكله، فلا يذهب لكنْ يدعو الله وأرض الله واسعة -إن شاء الله- ولعلَّ الله يفتح له في جهةٍ أخرى، لكن لا يذهب إلى بلاد الكفر، قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- :
«أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ» (1) .
ولذلك لا يذهب إلى هناك، -وإن شاء الله- يجد مراغمًا كثيرة وسَعَةً في أرض الله.
السؤال:
بعض الأطباء يقولون: بول الإبل قد يحمل الميكروبات الحديثة الموجودة في زماننا.. ويقولون أيضًا:
– ينبغي أنَّ نُحَلِّلَهُ في المعامل للتَّأكد من سلامته قبل استعماله طبيًا.. فهل هذا صحيحٌ؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
إيش يعني أمراض! إذا كانت الإبل تتغذَّى على الحشيش وما أشبه، ليس فيها شيء -إن شاء الله- ولا يدخل فيها شيءٌ، ونحن نعرف أنَّ المخالفين يقولون: حتَّى ماء زمزم فيه ميكروبات وأشياء كثيرة! وزمزم ضارٌ لمن عنده ضغط الدَّم وكذا إلى آخر كلامهم، وهذا كلُّه على كل حالٍ كَذِبٌ، لا نؤمن به أبدًا، والله المستعان.
السؤال:
ما قولكم شيخنا -بارك الله فيكم- في جماعات التَّبليغ والدَّعوة؟
– علمًا بأنَّهم نشيطون ويدعون النَّاس إلى الخروج معهم.
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
بدايةً؛ أنا قلتُ من قبل كلمةً سَلْ بها خبيرًا، فقد رأيتهم في صغري وكبري، لمَّا جئت للمدينة كان الوالد يمنعني أن آتي؛ لأنَّ عمري كان صغيرًا وقتها -سبعة عشر ونصف- ولم تنبتْ لحيتي بعدُ، فقال الوالد: لا تذهبْ! قلتُ: لِمَ؟ فقال: تريد أنْ تذهبَ، وليس معك أحدٌ تضلُّ، فقلتُ له: أنا ذاهبٌ مدينة الرَّسول، ما ذاهب (باريس!) ؛ ففرح وقال لي: فإذًا احفظْ القرآن، وعَمِّرْ وقتك لا تُضيِّعْهُ، واللهُ -عزَّ وجلَّ- كأنَّه معي طوال الوقت، فكنتُ أجلس في الصَّفِّ الأوَّل من مسجد النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قبل أن أتعرفَ على المشايخ، يعني عام كامل وزيادة أجلس في الصَّفِّ الأوَّل، أحفظ القرآن وغيره.
فيأتي كبير جماعة التَّبليغ في ذلك الوقت، ويسألُ: من أين جئتم؟ ولأنه يرى شيئًا جديدًا، شابًا صغيرًا وجميلاً، واللحية ما نبتت بعدُ.. فيسألُ: من أين جئتم؟ قلت: جئتُ من الهند، قال: تخرجون معنا؟ فأنا فهمتُ لمَّا قال: (تخرجون!) ، من أوَّله لآخره، فهمتُ المقصود مباشرةً، فقلتُ: أنا جئتُ من الهند إلى المدينة، قال: لا ما هذا! قلتُ: أنا أتيتُ لأدرسَ، ولابدَّ أن أحفظَ كتب كذا وكذا، قال: هذا العلم لا يفيدكم! (بهذه الصَّراحة مباشرةً) وكان هذا في الصَّفِّ الأوَّل في مسجد النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-
قال لي: اخرجوا معنا، قلتُ: طيب؛ ما معنى الخروج أولاً؟ قال: في الخروج معنا يمكنكم أن تدرسوا وتتعلَّموا.. وهناك كذا وكذا، فأنا أعرف -والحمد لله- ولأني تربَّيتُ على مشايخ أهل الحديث، وقد قال شيخنا جلال الدين -وأنا عمري يمكن أربعة عشر عامًا، وهذا احفظوه عني جيدًا، وأرجو أنْ يسمعَ إخواننا من جماعة التبليغ والدعوة هذا الكلام عسى الله أن ينفع به-
قال شيخنا جلال الدين -حفظه الله، وقد بلغ من العمر فوق التسعين- :
(جماعتان لا تجتمعان مع أهل العلم، فإمَّا العلم وإمَّا الجماعة) فما هما؟
1- جماعة التَّبليغ 2- جماعة الشَّيخ المودودي.
لأنَّ الشباب ومنهم الأطباء والمهندسون، يمشون وراء المودودي، وما يعرفون إلا أن يُطَالعوا كتبه، ولا يعرفون حديثًا، ولا يعرفون التَّفسير، ولا يعرفون إلا تفسيره هو نفسه وفقط، وجماعة التبليغ ما يعرفون إلا منهج التَّبليغ!
كنتُ في فرنسا فكان هنالك واحدٌ مسلمٌ جديدٌ، ومضى عليه أسبوع أو أسبوعان، يقرأون فضائل القرآن من الكتاب خاصَّتهم، فهو نطق -والعهدة على الَّذي جاء به وترجم كلامه- وقال: نحن نسمع فضائل القرآن منذ أسبوعين، فمتى يأتي دور القرآن حتى نقرأه! فغضب الشَّيخ الذي يقرأ لهم، وقال: هذا فيه ما لا تجد في القرآن نفسه! وهذا من جهلهم في الحقيقة.
فأنا عندي مواقفٌ كثيرةٌ في مثل هذه,، ولذلك أقول: هؤلاء ليسوا علماءً، وهم شيخهم = الشَّيخ (إلياس) أسَّسَ جماعته على إحياء طريقة الشَّيخ (أشرف علي التهانوي) وهو أحد علماء (ديوبند) الكبار الَّذي له أشياء كثيرة ضدَّ السُّنَّة، وكان يتكلَّم على (الوهَّابيَّة!) و أشياء كثيرة..
وهم في الحقيقة لا يرتاحون لمن سمعوا أنَّه من أهل الحديث أو أنَّه سلفيٌ، لكن يريدون أن يَلْبِسُوه لباسهم، فيحاولون فيه من أجل خداع أتباعهم، فانا قلتُ له -لمَّا عرض عليَّ الإنضمام لهم والخروج معهم- : أنا أمشي معك بشرطٍ واحدٍ، وهو أني إذا ما رأيتُ شيئًا؛ لابدَّ أن تعطيني كلامًا ودليلاً واضحًا! فأنا طالبٌ تخرَّجت من هناك، وجئتُ -والحمد لله- درستُ البخاريَّ ومسلم، فقال لي: لا، ما يُسْمَعُ للكلام إلَّا لمن يكون هو من قِبَلِ الجماعة وفقط، فهؤلاء إذا ذهبتَ معهم؛ فاقتلْ ضميرك..
السؤال:
ما نصيحتكم -بارك الله فيكم- لِمَنْ يطعن في وليِّ الأمر ويُعَيِّرُهُ؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
إيش معنى يُعَيِّرُهُ؟ أين وجد وليَ الأمر حتَّى يُعَيِّرَهُ!، يُعِيبُهُ قل هكذا، في الحقيقة لا يطعن في وليِّ الأمر إلَّا مَنْ في قلبه مرضٌ، إنْ كان وليُ الأمر صالحًا، أمَّا ولو كان فاسقًا؛ لا يجوز طعنه أمام الناس أبدًا، لكنْ إذا كان لك عُرْضَةٌ عليه واعتراضٌ على شيءٍ؛ فاختلي به كما كان الصَّحابة -رضوان الله عليهم- يفعلون، اختلي به بينك وبينه، وقُلْ: أنَّ الدُّنيا وراءك ماذا تقول كذا، أنصحك أنْ تنظر في الأحوال وكذا..
أمَّا أنْ يقوم قائمٌ في الجريدة! وأنَّ فلانًا يفعل كذا وكذا! يا جماعة هذا يُوغِر صدور النَّاس، هذا ليس من الشَّرع، وهذا الذي أفسد الشَّباب، أفسد بعض الجماعات، والجماعات ليست عندهم إلا فكرة الثَّورة على الدَّولة القائمة، والله هذه هي المشكلة، ولذلك هم ما يتَّعظون ماذا أحدثت هذه الأفكار في بلاد الإسلام من الفساد، إراقة الدماء.. وإذهاب الأعراض.. لكنَّهم ما يتَّعظون، والله المستعان.
حتَّى لو كان كافرًا؛ لا يجوز لك أن تتكلَّم عليه ما دمتَ أنت تحت ولايته، لا يُعْرِضَك في دينك وإيمانك وصلاتك وتربية أولادك، فلا يجوز لك أن تتكلَّم عليه، نعم إذا كُنْتَ تريد أنْ تدعو إلى الدِّين الخالص؛ فتذهبَ وتدعوه وهذا واردٌ في هذا الزَّمان، فقد كان النَّاس يذهبون، كان الشَّيخ/ “عبد الصمد شرف الدين” أحد علماء الهند وهو خال الدُّكتور “عبد الله عمر النصيف” كان قد كتب إلى جميع الرُّؤساء تلك الأيام، كتب يدعوهم إلى الله -تعالى- ، سبحان الله، وبحكمةٍ عجيبة جدًا وطُبِعَ هذا الكتاب.
السؤال:
نطلب منك الدُّعاء شيخنا -بارك الله فيكم- على (الخوارج في ليبيا!)!
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
ليس ليبيا يا أخي فقط! الآن بلاد الإسلام والآن حولك العراق ماذا حصل فيها! ندعو الله -عزَّ وجلَّ- لـ ليبيا ولجميع بلاد الإسلام أنْ يُكفَّ دمائهم، وأنْ يُرْجِعَها الله دولةً إسلاميَّة، والله فرحنا -من ليبيا- لمَّا قام الشَّباب وهدموا القبور والقباب! لكنْ الأعداء يراقبونك بكلِّ دقةٍ، لا يريدون منك أنْ تكون على دين الله -تعالى- فأشغلوكم.
لو عقل هؤلاء الكبار، داعش الآن منذ يومين جاءوا بعدما قتلتم القذافي بدأتم تتناحرون، لو عقلوا أنَّ العدو بالمرصاد يريد أن يُمَكَّنَ في هذه الجهة على البنزين والبترول جماعةً، وهذه الجهة جماعة.. ويجلب منهم البنزين ويموُّل كلَّ واحدٍ بسلاحه الذي يكون قد انتهى! يا أخي لماذا لا يعقلون، داعش جاءوا من يومين!
فننادي نحن الذين هم يقودون الأمَّة هنالك أنْ يتَّحدوا ويتنازلوا وينتخبوا فيهم -بوجه الله- واحدًا منهم ويوحِّدوا نفسهم، (داعش!) كلمتان خفيفتان! يا أخي يمكن نبيدهم في ليلة واحدة إذا اجتمعنا.