أحدث الفتاوى
السؤال:
عندنا في تونس يؤذَّنُ لصلاة الفجر قبل الوقت.. فماذا نصنعُ؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
هذه مشكلةٌ كبيرةٌ في كلِّ مكان حتَّى في مكَّة؛ فإذا كنتَ بالفعل وأنت على يقينٍ، وليس على توهُّمٍ أو تقليدٍ أنَّ النَّاس يُصَلُّون قبل الوقت، وإن كان حصل الأذان قبل الوقت فلا بأس، لكنْ الصَّلاة يجب أن تكون في الوقت: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء/103] .
إنْ كُنْتَ على يقينٍ، فلا تصلِّ معهم، أو صلِّ معهم ثمَّ تعيد الصَّلاة في الوقت إذا خِفْتَ الفتنة، لكنْ صلاتكَ لا تكون صحيحةً، وأنت على تأكيدٍ بأنَّ الصَّلاة وقعت قبل الوقت.
السؤال:
ما حكم التَّسوُّك أثناء الدَّرس؟ وهل يكون من المشغلات؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد ثبت عنه أنَّ سواكه وهو في المجلس، فيحتمل هذا وإلا بعض النَّاس أو بعض العلماء يرون أنَّ هذا سوء الأدب للدَّرس، وينبغي أنْ ينصتوا وأنْ يستمعوا، لكنْ ما دام قد ثَبَتَ عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- التَّسوُّك في المجلس؛ فيكون لا بأس بهذا.
السؤال:
وَرَدَ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أحيا الليل كُلَّهُ في أواخر رمضان،
وأريد أنْ أفعل هذه السُّنَّة علمًا بأني لا أصلي أكثر من 11 ركعة..
بماذا تنصحني شيخنا -بارك الله فيكم-؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
ما عليك إذا ركعت إحدى عشر ركعةً، فقد أدَّيْتَ ما عليك من قيام الليل، ثمَّ بعد ذلك تحيي الليل بذكر الله، وليس بالتَّحدُّث والنَّاس يُصَلُّون، هذا الَّذي يُنَكِّتُ على الإخوان وما أشبه، وهم من هؤلاء الَّذين يقولون: لا أصلي أكثر إحدى عشر ركعةً، لكنْ النَّاس يصلُّون وهم يتضاحكون ويجلسون ويشربون قهوة وشاي، فيجب أنْ يكون هُنَالِك مُراعًاةٌ لقلوب النَّاس أيضًا، فتبتعدوا إذا كنتم ما تريدون أنْ تُصَلُّوا، فتبتعدوا وتُذَاكروا بعيدًا، لكنْ لا يُشَوَّشُ على الناس وهم يصلُّون؛ نعم.
السؤال:
توصَّل النَّاس إلى ألعاب الأطفال حتَّى إنَّهم يجعلون فيها صور البنات..
بل وفيها أشكال البنات مُجَسَّمة.. تتكلَّم وتتحرك؛ فما حكمها؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
التَّصوُّر الفاحش نعم موجودٌ للأسف، حتَّى ثدي المرأة! كلُّ هذا لا يصحُّ، وإنْ كانت تتكلَّم وتتحرك للأولاد؛ فهذا جائزٌ -إنْ شاء الله- لـ اللعلب وللتَّعلُّم، أمَّا لعامَّة النَّاس فلا يصحُّ الاحتفاظ بمثل هذه الألعاب.
السؤال:
ما حكم إلقاء المواعظ كلَّ يوم بعد صلاة العصر خلال أيام شهر رمضان؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يتخوَّلنا بالموعظة، يعني كان يتحيَّنُ الفرصة، والآن الفرصة كلَّ يوم، يعني كأنها تلزم إخوانًا جددًا، يحتاجون إلى مسائل وخاصَّةً في المسجد الحرام، يأتي أحدٌ يسأل: اعتمر وأخطأ في كذا، أو توضَّأ وصلَّى إلى آخرها من تلكم المسائل، فإن شاء الله لا تقلْ أنَّه لا ينبغي إلقاء المواعظ، هذه الدُّروس والمواعظ بالمسجد ينبغي أن تكون أكثر.
حتَّى في البلدان الأخرى أيضًا النَّاس يحتاجون إلى العلم، وقلوبهم متِّجهةٌ إلى العلم، فالَّذي أتاه الله العلم الصَّحيح؛ يجب أنْ يجلس كلَّ يومٍ، كلَّ يوم صباح مساء، إذا كان قد يسَّر الله ذلك، نعم حتَّى يُفِيدَ النَّاس؛ لأنَّ النَّاس في الحقيقة الجهل فيهم كثيرٌ، والعلماء قليلون، والأصل فيه يجوز -إنْ شاء الله-.
السؤال:
ما حكم الكتابة في المصحف سواء في الهامش أو وسط الصفحة؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
إذا كانت النُّسخة مِلكًا لك، وأنت تريد أن تكتب فيها فوائد لتحفظها؛ فلا بأس، أمَّا المسجد الحرام فهذه المصاحف موقوفة للمسجد؛ فلا ينبغي أنْ تكتبَ إذا كنت مُتَدَبِّرًا للقرآن وظهرت لك فائدةً، فأنا دائمًا أوصي إخواني أنَّهُ يُقَيِّدُ الخطرات والفوائد هذه، ويعرض الاستنباطات على مَنْ يعرفون فيه الخير، فيكون عندهم ورقة دائمًا للتدوين والحفظ.
وقد رأيتُ للشَّيخ المعلمي -رحمة الله عليه- وقد عاش محققًا في الهند ثلاثين سنة، رأيتُ له دفاتر صغيرة دائمًا، فدائمًا القيد.. تقييد العلم مُهِمٌ جدًا؛ فإذا كنتَ تريد في الحرم، وأنت جالسٌ، اجعلْ ورقةً عندك تُقَيِّد عليها، ولا تكتبْ على المصاحف، لكنْ إذا كان مصحفك، وأنت ملازمٌ له، وتطالع دائمًا في البيت؛ فاكتبْ بحيث لا تُشَوِّهْ المصحف الكريم.
السؤال:
ما هي نصيحتكم لِمَنْ يسارعون بنقل الأخبار ويسبِّبون إيغار الصُّدور؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات].
وكفى بالمرء كذبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ، وإذا كان خبرًا، فعلى الإنسان أن يفكر في أنَّ هذا الخبر رُبَّما في نشره قد ينال ضُرًا من هذا الَّذي أخبر عنه، ولو كان من كلامه رُبَّما هو يرجع عن هذا الكلام ويحسُّ بخطئه وكذا، ولا ينبغي للشَّباب الآن خاصَّةً في مواقع آلات التَّواصل هذه، أسرع النَّاس نشرًا لمثل هذه الأخبار؛ فينبغي أنْ يتركوا لألا يأثموا بإيذاء النَّاس.
السؤال:
لو لبس بعضنا إلى نصف السَّاق، يُقَال: هذا من الشُّهرة..
– فما هو ضابط الشُّهرة في اللباس؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
الشَّيء الَّذي ثَبَتَ في السُّنَّة لا رأي فيه لأحدٍ بالشُّهرة وغير الشُّهرة أصلاً! فهُنَالِك إحياءٌ للسُّنَّة، إذا كان الإنسان يأخذ بالسُّنَّة فلا يستحِ من النَّاس، وهذه كلُّها قد تكون من الاحتيالات في العمل بالسُّنَّة، فإذا لبس إلى نصف السَّاق؛ فيكون مُحْييًا للسُّنَّة، والله أعلم بنيِّته الَّتي يقصد بها.
السؤال:
هل يجوز للآفاقي أنْ يخرجَ إلى التَّنعيم؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
نعم؛ وقد أفتى العلماء بذلك، وصلَّى الله على محمَّد وآله وصحبه وسلَّم.
السؤال:
هل يجوز إخراج الرِّيح في المسجد الحرام وغيره من المساجد؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
أولاً: إذا كان هنالك بعض النَّاس مُبْتَلىن بإخراج الرِّيح، وحكمه = حكم سَلَس البول، وهو أنْ يتوضَّأ، ويصلي بشرط أنْ تكونَ الرِّيح لا تؤذي، الرِّيح لا يكون فيها على كلِّ حالٍ رائحةٌ كريهةٌ، أمَّا إذا كانت الرَّائحة الكريهة تخرج؛ فهذا يُفْتَى له أنَّهُ لا يحضر جماعة المسلمين ويصلِّي وحده.
لكن إذا كانت الرِّيح ليس فيها رائحة كريهة؛ فجاز له أنْ يحضر، وأنْ يتوضَّأ قبل الصَّلاة، وإنْ خرجت الرِّيح مثل سَلَسِ البول، فإذنْ إخراج الرِّيح يُبْنى على هذا، إذا كان الرِّيح فيه كراهةٌ، ينبغي أنْ يبتعد الإنسان، حتَّى لا يؤذي..
وقطعًا؛ إذا كان في المسجد وهو يُخْرِجُ الرِّيح، رُبَّما يقول: الظُّهر بقي عنه ساعتان، أنام وأخرج وكذا، فكلُّ هذا ينبغي أنْ يكونَ مُعْتَبَرًا في أنَّه إذا كان فيه إيذاءٌ؛ فإنَّ الملائكة تتأذَّى مِمَّا يتأذَّى النَّاس، كلُّ هذا له اعتبارٌ.
السؤال:
هل كشف الوجه للمرأة يجوز عند بعض المذاهب؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
ما أدري هل هذه من محاسن المشايخ أم من مساويهم! فقد كان أحد المشايخ يُنَكِّتُ على الَّذين يُجِيزون كشف الوجه؛ قال -والله هكذا وأنا كأني أراه يُدَرِّسُنا- يقول: لو كانت المرأة كاشفةً فرجها، يتقزَّزُ أحدٌ أنْ ينظرَ إليها، لكنْ إذا كانت كاشفةً وجهها، فالإنسان يتمتَّعُ بها.
فالحقيقة الوجه أكبر زينة، وهو وأكبر فتنة؛ ولذلك على كل حالٍ؛ أنت تعرف أنَّ هُنَالك من العلماء مَنْ أجاز كشف الوجه؛ فقالوا: كيف يُشْهَدُ عليها إذا سرقت، أو كيف تَشْهَدُ هي الآن، يعني أشياء كثيرة ذكروها؛ نعم.
السؤال:
ما حكم الدُّف الَّذي فيه خلخال؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
الدُّف الَّذي جاء فيه بلفظٍ آخر: «واضربوا عليه الغربال» ، الغربال لا يكون فيه، هو يسمُّونه خلخال، يعني يكون فيه شيءٌ بصوتٍ خاصٍ، هذا لا يسع ذلك، بل صار من المعازف -بارك الله فيكم- ، لكنْ الدُّف الَّذي جاز هو الَّذي يكون مثل الغربال، الَّذي كانوا يغربلون به الدَّقيق، وهو في الحقيقة ليس إلا أنَّه يكون جلدًا غير مخروق، وأمَّا هذا الخلخال فيكون فيه صوتٌ آخرٌ غير الغربال، فلا يصحُّ ذلك -والله أعلم-.
السؤال:
كيف نوفِّق بين الآيتين:
(وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ)
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ)
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
فكأنَّك تقول: أنَّه ما دام لا تأكل مِمَّا لم يذكر اسم الله عليه؛ فأولًا: عليه أنَّهُ إذا كان ناسيًا؛ فربَّنا لا تؤاخذنا إنْ نسينا أو أخطأنا، فهذا لا يؤاخذ عليه، لكنْ المسلم إذا تعمَّد عند الذَّبح تركَ التَّسمية؛ فلا تؤكل ذبيحته ولا طعامه هذا.
أمَّا أهل الكتاب؛ فطعامهم حِلٌ لكم، لأنَّهم ولو كانوا -كما جاء في الحديث في تفسير العلماء- ولو كانوا يُسَمُّون اسم المسيح أو غيره؛ هذا مِمَّا أجَازَهُ خاصةً لهم؛ لتأليف قلوبهم، أو بهذا المعنى، فإذا تورَّع أحَدٌ، والنَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَفْسُهُ دَعَتْهُ اليهوديَّة،ودَعَاهُ اليهوديُّ، وأكل طعامَهَمْ؛ فلا يتورَّع.
السؤال:
أختي في ليبيا ابنُها مَرِضَ، فقالت: (إذا ابني شُفِيَ فسوف أذبحُ)
– وشُفِيَ ابنها -ولله الحمد- لكنَّها لم تستطع أنْ تُوفِيَ بالنَّذر لأنَّهُ مُكَلِّفٌ؛
فتسأل شيخنا -بارك الله فيكم- ما الحلُّ؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
الحلُّ -إنْ شاء الله- أنْ تُبْقِيَ على عهدها، إذا ما مكَّنها الله -عزَّ وجلَّ- منه،
أو إذا كان لها إخوةٌ يساعدونها، -فإن شاء الله- تخرج من هذا النَّذر بوركتم.
السَّائل: ويبقى النَّذر كما هو؟
الشَّيخ: نعم؛ يبقى النَّذر على ما هو، وَاجِبٌ عليها ولو لم تقدرْ.
السؤال:
توجد برامج في الشَّبكة العنكبوتيَّة مسروقة، وهي مجانية..
– فهل يجوز استخدامها علمًا بأنَّ هذه البرامج ثمنها مرتفع عند مالكها؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
والله هذه المسائل تدخل على ملكيَّة التَّأليف والتَّصنيف، ويُبْنَى عليها؛ فالعلماء أفتوْا بأنَّ المؤلِّف له حقُّ التَّأليف، وإذا كان قد منع أنْ يستفيدَ أحدٌ بالتِّجارة معه، فلا ينبغي لأحد أن يتعدَّى على حقوقه -والله أعلم-
السؤال:
ما نصيحتكم لشخصٍ عازمٍ على الرحلة لطلب العلم؟
الشيخ العلّامة المحدّث
وصي الله بن محمد عباس
ننصحه بأنْ يحاول الرحلة إلى هذه البلاد -سلَّمها الله- وندعو الله له أنْ يَجِدَ فيها سعةً ومراغمًا، يأتي ليتعلم العقيدة الصَّحيحة وأمور دينه.